lundi 10 juillet 2017

هرب لمحمد الخليفي

التهمت رواية "هرب" لمحمد الخليفي  في ساعتين . فلقد شدّتني أحداثها و شوّقني السرد فيها  لبلوغ النهاية.يتضمّن الكتاب 111 صفحة وهو صادر  عن دار النشر ميارة للنشر و التوزيع  سنة 2016 و قد تحصّل كاتبه محمّد الخليفي على جائزة ألفة رامبورغ العالمية للفنّ و الثقافة لسنة 2016.






تبدأ الرواية بمشهد حواريّ بين شخصيتين وليد الهمّامي وسلمى شعبان يتناولان فيه نتائج الثورة التونسية وما حقّقته و  بينما يبدو وليدا متشائما تحاول سلمى اظهار ايجابياتها. لننتقل من بعد الى فصول أخرى عنونها الكاتب كما يلي : شهادات سلمى و سراب وليد الهمّامي و ناصر المدّب يتذكّر.

 تدور أحداث الرواية حول شخصية وليد ذاك الشاب التونسي  الذي غادر مدينته الصغيرة سيدي بوزيد ليلتحق باحدى جامعات العاصمة  حيث يتعرّف على  شخصيتين أخريين غيّرتا بعضا من مجرى حياته : ناصر المدب  و سلمى شعبان . وليد هو ذلك الشاب التونسي الذي يصطدم بالعديد من المشاكل عند الابتعاد عن مسقط رأسه و هو أيضا الذي يكتشف طريقة عيش و ترف لم يتعوّد عليه.هو أيضا ذلك الشاب الذي يرفض الخضوع للأنظمة على اختلاف أنواعها و نتحدّث في رواية الحال عن نظام الدكتاتورية القائم في تونس قبل اندلاع الثورة و الأنظمة الصغرى الأخرى كاتحادي الطلبة اليساري و  و 
,الاسلامي على حدّالسواء حيث ينتقد .هو يسائل النظام الالاهي أيضا  . بالتحاقه بالعاصمة يتعرّف وليد على ناصر المدّب ابن أحد التجمّعيين المتنفّذين , الذي يفتح له أبواب الحياة الرغدة و العيش المترف و اللهو على مصراعيها  مدّعيا صداقته لنكتشف لاحقا مقته له و سعيه للفوز بقلب سلمى شعبان تلك الفتاة , ابنة سكرة التي  تتمتّع برغد العيش و التي تغرم بوليد الذي شدّها بشخصيته المتميّزة فهو ذاك الشاب المثقّف المولع بالقراءة و هو أيضا ذاك الشاب الشجاع المتحدّي للبوليس و 
الثائر على الظلم

أحداث الرواية تسردها سلمى و يكتبها وليد من خلال تدوينات و يواصلها ناصر و تركّز كلّ الأحداث على لملمة شتات 
شخصية وليد الذي سيكون لاحقا مساهما مباشرا في أحداث الثورة و تتعمّق في رسم ملامح شخصيته 
كما تأخذنا  في رحلة بين مدينة سيدي بوزيد و العاصمة و سكرة و حيّ النصر و بعض ساحات الجامعات التي عرفت بنشاطها الطلابي قبل بداية الثورة 
 و أنا أطالعها عشت من جديد حماسة الشباب في الجامعات و عايشت بعضا من أحداث الثورة و آلام شبابها 

و يلفت الكاتب  نظرنا الى العديد من اللآلام التي تنخر مجتمعنا فهاهو يتحدّث عن الجهوية و يتطرّق الى عنف البوليس و غطرسته و لجوئه الى العنف في كلّ الحالات و هاهو ينتقد النظام التعليمي في تونس و يرسم لنا ملامح التهميش الذي  ما تعيشه المناطق الداخلية للبلاد و زحف الاحزاب الدينية على البلاد بعد رحيل الدكتاتور  . و يشير أيضا الى ما آلت اليه الثورة التونسية و ما خلّفته من خيبة أمل في صفوف الشباب 


 و ينتهي الكتاب بمشهد في احدى التاكسيا ت التي تقلّ بطلنا الى المطار محمّلا بحقيبته و تذكرة سفر و كثير من التساؤلات  فهل سيهرب

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

مجرد رأي

نحن شعب لا يتعظّ من ماضيه و لا يحفظ دروس التاريخ و كأنّني بنا شعب قصير الذاكرة أو دعوني أقول معدوم الذاكرة. تستهوينا بعض عروض التهريج في مج...