mercredi 25 février 2015

داعش تحتلّ روما ؟

الفكرة وراء كتابة هذه التدوينة هو سؤال ألقته عليّ صحفية ايطالية في حوار أجرته معي مؤخرا فقد أرادت ان تعرف هل أنّني أعتقد أنّ الدواعش الذين هددوا باحتلال أو غزو روما يمكن أن يصلوا هناك عبر نفس القوارب التي تحمل الى سواحل 
ايطاليا المئات من المهاجرين غير الشرعيين  يوميا 
للامانة صدمت كثيرا عند قراءة السؤال و لم اعرف ايّ موقف اتّخذ حياله هل عليّ اجيب بجدية ام ان اغرق اجابتي في بحر من السخرية و التهكّم 



كتبت في الموضوع من قبل و خضت فيه مرات و مرات و كما قلت سابقا لن ادّعي في العلم معرفة و لن أنسب لنفسي صفة الخبيرة في ايّ شان من الشؤون و لكنني كانسانة مطلعة و لو قليلا على الشان العام اعتبر انّ مسالة انتشار الفكر الداعشي في العالم صارت جلية المعالم للجميع 
اضحكتني صورة الدواعش التي تخيلتها الصحفية في ذهنها قوارب تحمل دواعش شاهرين اسلحتهم على الجنود الايطاليين الذين يرابطون على الاسلحة ... مع انّ الامر ممكن 
و لكن ساقول مرة اخرى انّ داعش انتشرت و امتدت  عروقها في كلّ العالم و الدواعش ليس في حاجة الى قوارب و لا طائرات لضرب مكان ما ... تكفيهم بعض العقول  و النفوس الهشة ... يكفيهم انتشار الياس و القنوط و الفقر و التهميش و غياب العدالة الاجتماعية و تفشي المشاكل النفسية و الاجتماعية و المادية في بعض المجتمعات ... تكفيهم حواسيب و شبكة عنكبوتية لاقناع شخص او مجموعة اشخاص بتنفيذ عملية في مكان ما 
هؤلاء لهم من الخبرة ما يجعلهم  يدعششون او يدوعشون من يريدون بابسط الطرق و باضعف الامكانيات 
كما سبق و ان قلت في نص سابق داعش ليست المجموعة التي تحمل السلاح فحسب داعش ر هي فكر ظلاميّ هدّام فكر رجعيّ اجراميّ دمويّ  و ليست في حاجة الى قارب او طائرة لنشر فكر ما او لاقناع شخص او مجموعة بتبنيه 
الشبكة العنكبوتية سهلت الامور و بسطتها و استقطاب فلان او فلتان صار رهن حوار  على الشبكة و فيديوات مغرية  مصورة بتقنيات سمعية بصرية عالية الجودة  تبرز المجرمين في حلة الابطال المدافعين عن الدين و الكرامة العربية المجاهدين في سبيل استمرار الاسلام و عدم اندثاره 

mardi 24 février 2015

رحلت انتصار

تستيقظ صباحا باحثة عن بصيص أمل , عن بعض من نور تتشبّث به لعلّها تخرج من حالة اليأس و القنوط التي صارت 
تلازمها جرّاء الوضع المحلّي و الاقليمي و العالمي الذي غدا مقرفا و مقززا و عفنا حد الغثيان.زد على ذلك المشاكل 
الشخصية  "القلبوعاطفية "و المهنية و الأمنية منها... مشاهد تقضّ المضاجع تأتي خاصة من العالم العربي و من كافة 
الأصقاع : حرق , رمي بالرصاص , قطع رقاب , اغتصابات , جلد , اقامة حدود , استعباد و استرقاق

صرنا نستيقظ صباحا  و اقصى امالنا  الاّ نرى شلالات دم و شواء لحم بني ادم  و جحيم الرمي بالرصاص و الرجم بالحجر تصور باخراج هليودي و بتقنيات عالية . صرنا نبحث عن الفرح في نتيجة مقابلة كرة قدم أو في مسابقة للعدائين 
صرنا نمنّي أنفسنا ب24 ساعة دون سقوط شهداء من الأمنيين أو العسكريين أو دون أخبار خلايا ارهابية نائمة في قمة جبل أو على مشارف مدينة أو في شقة مفروشة في أحد الأحياء السكنية أو المدن السياحية ..
استيقظت هذا الصباح و كلها رغبة في التشبث ببصيص أمل و في نشر الفرح و الحيوية في من يتابعها من الاصدقاء ن بها الافتراضيين لكن هيهات فأخبار الموت و الاغتيال أبت الاّ ان تحرمها لحظات فرح تلوّن بها الصورة الرمادية القاتمة التي اضحت تلازم أيامها ...
جاء الخبر من ليبيا انتصار الحصائري ناشطة شابة باسمة و متقدة حيوية ...اغتالتها يد الغدر و رمتها برصاص أنها ايامها صحبة عمتها العجوز و تركت جثة هامدة في لسيارتها 
ذنبها انها امراة حلمت بالافضل لوطنها و حملت فكرا تنويريا كالفكر الذي تعمل على نشره حركة تنوير التي تنتمي اليها و  التي تسعى الى الحفاظ على مدنية الدولة هذا اذا ما كانت هناك دولة اصلا  .ذنبها انها تحمل افكارا مختلفة عن افكارهم الرجعية الظلامية و لا ترى في نفسها ناقصة عقل و دين ...حملت قلمها و حملوا اسلحتهم المدمرة ... و اجهتهم بالفكر 
وواجهوها بالرصاص 



قتلوا سلوى و هاهم يقتلون انتصار و تطول القائمات . يكفي ان تنتقد جهلهم لتجد نفسك في قائمة تصفياتهم ...
و يتواصل مسلسل الرعب و الارهاب الذي  يمارسون و لكن هيهات لن يسكتوا الفكرة , لن يكبلوا  الافواه  و لن يسرقوا الكلمات هيهات  فحب الحياة فينا اقوى من عطشكم الذي لا ترويه الا دماء الابرياء و جوعكم الذي لا تسكته سوى صرخات الثكالى 
هيهات  فارادة الحياة اقوى من بطشكم و من جوركم و من غطرستكم ...
رحلت انتصار و لكنّ ابتسامتها هنا باقية و ذكراها ستظل حية في قلوب المؤمنين بالحرية و الحياة 
 رحم الله انتصار و كل الشهداء الذين  سقطوا و سيسقطون على ايادي  القوم الغادرين 


lundi 23 février 2015

يسقط يسقط حكم العسكر






كان أوّل لقاء لي بعلاء و منال سنة 2009 عرفتهما حبيبين مقبلين على الحياة بنهم , حالمين بالحرية و الكرامة للشعب المصري و لشعوب العالم ... رايتهما يرقصان في انسجام و يتحابان بلا قيد أو شرط ... اليوم علاء يتلقى عقوبة ب 5 سنوات سجن ... اليوم يحاول حكم العسكر سرقة الحب منهما و لكن القضبان لن تنجح لا في اسكاتهما و لا في الحد من عزيمتهما ... كل المساندة لعلاء و منال و كل سجناء الراي في مصر ... يسقط يسقط حكم العسكر .

lundi 16 février 2015

هل داعش على المشارف ؟

كل من يتتبّع المشهد الإعلامي التونسي و شبكات التواصل الاجتماعي  خلال الفترة الاخيرة يلاحظ ان لا حديث سوى على داعش و الاٍرهاب و عن تخوّفات من وصول داعش الى وطننا عن طريق ليبيا . ففي كلّ مرّة يقطع فيها عنق في سوريا او العراق او ليبيا ترتعد الفرائص هنا. اطلق الرصاص على شارلي فاشتدّ الرعب ؟احرق الكساسبة حيّا فسال الحبر في صحفنا و خرج إلينا من ينسبون لأنفسهم صفة خبراء في الاٍرهاب و لا نعرف متى حصلوا على شهادة الخبرة هذه على المنابر  ينظرون و
يحلّلون و ويرغون و  يزبدون و ينذرون بقرب داعش من الحدود  فهل صحيح ان داعش على المشارف ؟

ان المتأمّل  بتروّ في خطاب الأغلبية العظمى من التونسيين سيفهم انّ داعش منا و إلينا و فينا و ان ّالارضيّة الداعشية فينا .فداعش  ليست تنظيما ارهابيا فحسب بل هي  فكر و تنظير و قناعات  . و رغم ما يعرف عناّمن كرم و انفتاح و ثقافة و قبول للاخر في وسائل الاعلام و في خطابات السياسيين الراحلين و المخلوعين و القابعين أبدا  على صدورنا منهم فان الحقيقة مختلفة عن ذلك .
فعلى رأي المخلوع بلغنا درجة عالية من الوعي مما حتّم عليه تقليصها من خلال ضرب النظام التعليمي و قبر الثقافة و تكبيل الافواه و قمع الافكار  المغايرة 

أنا ادعوكم لتامّل  الخطاب المتداول على صفحات التواصل الاجتماعي فستلاحظون كمّ الداعشية الذي تحتويه : دعوات قتل  و شنق و ذبح بعد إيقاف كل مجموعة ارهابية و كانّ القضاء و القوانين و التشريعات خلقت لتبقى حبرا على ورق و ليكون قانون الغاب هو القاعدة . شتم وتحريض كلمّا صدح إنسان برأي مخالف اما اذا كانت المتكلّمة امْراة فستخرج بأخفّ الأضرار اذا ما توقّف الامر عند نعتها بالعاهرة و لم ينشر بعضهم صورا من حياتها الخاصة و يقوموا بتشويهها بطرق مبتذلة.  اما اذا ما " تجرّأت"  مغتصبة على مواجهة مغتصبيها و ملاحقتهم قضائيا فحدّث و لا حرج فسيجد المبرّرون الذرائع للمغتصبين و ستصبح هي متهمة  باي حال من الأحوال . تابعوا التعليقات على الجمل المنددة بالعنف الموجه نحو المرأة و ستجدون ايضا من يبرّر ضرب زوج لزوجتهو ينظّر له  و كأنها ملك له و كأنها ليست إنسانا مستقلا بذاته . وويحك اذا ما ناديت بالمساواة الفعلية و التامة بين الجنسين فستتّهم  حتما بالردّة و الكفر و يباح دمك . كم من نداء لشنق فلان او فلتان في الساحات العامة ؟ استمعوا الى خطابات الكراهية في كل مكان . عدّدوا الجرائم التي تقع يوميا و تسيل فيها الداء . استمعوا الى العنف اللفظي الطي نمارسه و يمارس علينا كل يوم . شاهدوا ما وقع بعد مباراة كرة قدم و ما عاناه سمر البشرة من عنف لفظي و ماديّ  او ليست هذه ممارسات داعشية ؟ لاحظوا ما آلت اليه الأمور في ما يتعلق بالبرامج التعليمية . قفوا على اطلال الثقافة و الحياة الثقافية .  تمّعنوا في جهلنا بتاريخنا و جغرافية بلدنا و تندّرنا بذلك . زوروا كل شبر من هذه البلاد و اطّلعوا على معاناة الناس في مناطق قد نجهل اسمها و لا نعلم بانتمائها الى حدودنا و سترون ان الارضيّة الداعشية قد مهّد لها منذ زمن طويل..  هذا بعض من كل و لازالت القائمة طويلة .
نعم فداعش كما اسلفت القول فكر او دعوني اقول جهل و ممارسة يومية و لا يمكن القضاء على داعش التي تسكننا الا بثورة ثقافية  و بالتمرّد على الافكار الرجعية و بالقضاء على الامية و الجهل و من خلال تنوير العقول و نشر  فكر تقدمي قوامه اعمال العقل لا الغرائز 
هاته داعش التي تخيفني كمواطنة لها بعض اطلاّع على الشأن العام .اما فيما يتعلّق بداعش التنظيم الإرهابي و حمل الأسلحة و قطع الاعناق فلن اتجاوز صلاحياتي و لن اتطاول على المختصّين و المنظّرين و المحلّلين و الخبراء العظام و هم كثر هاته الايام  و لن أزعم معرفة بما أجهله  خشية نعتي بسمسارة حقوق الانسان و الارهابية التحريض على شخصي من قبل صفحات أمنية كما سبق ان وقع من قبل. و لتبق هذه  من مشمولات حبيب الملايين العروي و مناضلي النقابات الأمنية فلا كلام لنا معهم حتى و ان أكّدوا هم ايضا ان داعش بيننا و فينا.   فيجب ان تخرج من افواههم لا من افواهنا . 

vendredi 13 février 2015

عيد حبي


يوم 14 فيفري عادة ما تحتفي أعداد هامة  من البشر بعيد الحب و لست أبغي من وراء كتابة هذه الاسطر مناقشة هذا العيد و جدوى الاحتفال به من عدمها و لكنّني سأتحدّث عن هذا التاريخ و عيد حبّي الخاص .

نعم فيوم 14 فيفري 2015 أحتفل بعيد ميلادي الثامن .قد يضحك البعض و قد يخال اخرون أنني أصبت بمس من الجنون و لككنني عادة ما أذيّل ايمايلاتي و رسائلي بتحية
الى نساء تونس اللائي صنعن تاريخها و مجدها و امي التي ولدتني مرتين و لكن

يفهم البعض العبارة و لا يدرك معناها اخرون . نعم يا سادتي ولدتني امي مرتين . كانت الاولى يوم ولدتني منذ ثلاثين سنة و نيف و الثانية منذ ثماني سنوات  حين أنقذتني من مرض عضال و ربما من موت محقق بعد أن منحتني كليتها بعد أن أصبت بفشل كلوي مزمن و عشت فترات صعبة 
لا أدري أهي الصدف أم انه اختيار من الاذباء لتتزامن عملية ولادتي الثانية مع عيد الحب و لكن ما أعرفه هو أنّني مدينة لعائلتي بحياتي الاولى و الثانية و بانّ كل الكلمات عاجزة عن وصف ال حب الذي تغمرني به عائلتي  و المشاعر التي اكنها لهم 

ثمانية سنوات مرت و لكنني اذكر تفاصيل ذلك اليوم و نقشت ادقها في ذاكرتي الى الابد كما نقشت فترات صعبة عشتها من قبل بسبب المرض لن أنسى تضحيات والدي الذي كان يسهر الليالي الطوال امام سريري في المستشفى و لا تفارق يداه يدايا و انا اخضع الى عملية غسل الكلى 
لن انسى صبر اخي و مواضبته على دروسه رغم تجند والدي للمتابعة حالتي الصحية 
و طبعا اعجز عن وصف ماقامت به والدتي التي منحتني عضوا من أعضائها 

لن انسى وصولنا الى المستشفى و غيابي عن الوعي قبل ان استيقظ لاشعر بانني اتنفس بصفة طبيعية و هو لم أعشه منذ سنوات 
لن انسى مشهد والدي و هو يبتسم لي و يرفع لي شارة النصر من وراء بلور قاعة الانعاش و لن انسى وجه والدتي وهي تغالب أوجاعها و تبتسم لي من  وراء نفس البلور
 لن انسى كل من ساهم في اعادتي الى حياة من اطباء و طاقم شبه طبي و عملة في مستشفى شارل نيكول لن انسى مجهودات اساتذتي في كلية 9 افريل لاواصل الدروس بصفة طبيعية لن انسى حب عائلتي الكبيرةحتى من فارقوا الحياة   و كل الرفاق و الاصدقاء الذين زاروني في المستشفى و هاتفوني
لن انسى مساندة مرضى خبروا المستشفيات قبلي و اعانوني بنصائح
لن انسى مجهولين هبوا للتبرع لي بالدم
لن انسى اصدقاء احتفلوا بعيد ولادتي الثاني تحت خيمة و نحن نجمع التبرعات لابناء وطن همّشوا  و عجزوا عن مواجهة موجة برد اجتاحت البلاد سنة 2012





لن انسى باقات الورود التي وصلتني لسنوات و سنوات
لن انسى شخصا فاجاني فاحتفل بهذا العيد  في وقت ليس بالبعيد
و اعذروني ان نسيت ذكر شخص ما 

انتم أحبتي  لكم كل الحب 

مجرد رأي

نحن شعب لا يتعظّ من ماضيه و لا يحفظ دروس التاريخ و كأنّني بنا شعب قصير الذاكرة أو دعوني أقول معدوم الذاكرة. تستهوينا بعض عروض التهريج في مج...